جدد جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان، انتقاداته ضد بيتكوين، واصفًا العملة الرقمية بأنها أداة احتيال وأطلق عليها، مخطط بونزي، في مقابلة أجريت معه مؤخراً مع تلفزيون بلومبرغ، تؤكد انتفادات ديمون اللاذعة على شكوكه الطويلة الأمد تجاه بيتكوين، حيث أكد بحزم، إذا كنت تقصد عملات مشفرة مثل بيتكوين، فقد قلت دائمًا إنها عملية احتيال، تمتد معارضة ديمون الصريحة للبيتكوين إلى ما هو أبعد من مجرد الشك؛ حيث حذر باستمرار من تبنيها، وشبهها بـ “تدخين سيجارة” وحث على التدخل الحكومي إلى حظرها.
على الرغم من الاعتراف بالقيمة المحتملة في العملات المشفرة التي تمكن العقود الذكية وتطبيقات البلوكشين، إلا أن موقف ديمون يظل ثابتًا بشأن العيوب الأساسية في البيتكوين كعملة، إن مخاوف المصرفي الملياردير فيما يتعلق بالإشراف التنظيمي على البيتكوين وقابلية التعرض للأنشطة غير المشروعة هي مخاوف موثقة جيداً، وقد دق ناقوس الخطر بشأن دورها المحتمل في تسهيل الاحتيال والتهرب الضريبي وغسيل الأموال، وحتى تمويل المشاريع التخريبية.
وفيما لم تمنع انتقادات ديمون صعود البيتكوين المتقلب، في ظل ارتفاع قيمتها إلى مستويات قياسية قبل أن تشهد انخفاضات حادة، إلا أن تصريحاته الأخيرة تؤكد الشكوك المستمرة داخل القطاع المالي التقليدي. وعلى الرغم من عودة البيتكوين إلى الظهور في الأشهر الأخيرة، فإن موقف ديمون الثابت يعكس مخاوف أوسع بشأن المشهد التنظيمي والمخاطر الكامنة المرتبطة بالعملات الرقمية، ومع استمرار تصدر البيتكوين للعناوين الرئيسية وجذب اهتمام المستثمرين، تعد انتقادات ديمون بمثابة تذكير مؤثر بالجدل الدائم الدائر حول شرعية العملات المشفرة ومستقبلها في المشهد المالي العالمي.
وبينما يروج المؤيدون لقدرة العملات الرقمية على إضفاء الطابع الديمقراطي على التمويل وإحداث ثورة في الأنظمة المصرفية التقليدية، يؤكد المشككون مثل ديمون على الحاجة إلى أطر تنظيمية قوية ويسلطون الضوء على المخاطر الكامنة المرتبطة بالمنطقة المالية المجهولة، وبينما تواجه الحكومات تعقيدات تنظيم هذه الأصول اللامركزية وتقوم المؤسسات المالية التقليدية بدراسة آثارها، فإن الجدل الدائر حول دور البيتكوين في مستقبل التمويل لا يظهر أي علامات على التراجع، وفي خضم هذا الجدل الدائم، تعد معارضة ديمون الثابتة بمثابة صوت بارز، يحث على الحذر ويحث على التفكير النقدي في الآثار طويلة المدى لتبني العملات الرقمية على نطاق عالمي.